Citizenship
لم يكن ينقص اللبنانيين في خضمّ الحرب والويلات سوى طوفان الطرقات، فكالعادة، لم تتحرك وزارة الأشغال إلا بعد وقوع الكارثة.
وبعد أن غمرت المياه الطرقات في أول اختبار للشتاء، وعانى المواطنون لساعات داخل سياراتهم العالقة وسط الفيضانات، قرر الوزير علي حمية تحريك طواقم وزارة الأشغال لتدارك الوضع.
ولكن هل هذا التحرك بعد الكارثة كافٍ لتبرئة ذمة الوزارة؟ وهل يُغفر للوزير هذا التحرك المتأخر بعد أن عايش اللبنانيون لحظات من الخوف والتوتر وسط شوارع تحوّلت إلى أنهار؟! أم أن الوزارة كان ينبغي عليها أن تستعد مسبقاً وتضع خططاً واضحة لمواجهة هذا السيناريو المتوقع كل عام؟
يبدو انّ الوزير علي حمية كان منشغلاً طوال الفترة الماضية وتجاهل تماماً واجبه الأول: "حماية المواطنين وتوفير بنية تحتية متينة تقيهم من ويلات الشتاء". فكان من الأجدر بالوزارة أن تستبق الأزمة، لا أن تنتظر حتى تغرق الشوارع ويصبح التدخل بمثابة “إطفاء حرائق” بدلاً من تقديم حلول جذرية.