إن كانت مشاهد الصيف والسياحة رائعة ومنتظرة بعد سنوات من الحزن والحداد، فإن هذا الأمر لا يعني إطلاقا أن الشعب اللبناني بخير ولا أن الاقتصاد يتعافى.
إذا ما احتسبنا القدرة الاستيعابية لكل المطاعم والملاهي والفنادق، لن تتخطى المئة ألف مكان، وهذا ما يشكل أقل من ٥ في المئة، من دون احتساب المغتربين والسياح الأجانب.
واحتساب الرواتب التي يتقاضاها العاملون في القطاع السياحي تظهر كم أن هؤلاء يعيشون في ظروف موحشة، بما ان الرواتب للعاملين بالكاد تصل إلى ٣٠٠ أو ٤٠٠ دولار بحجة أن الراتب فريش.
انطلاقا من هذا الموضوع، صحيح أنه يحق لنا أن نفرح بالمشاهد التي نراها، لكن هذا لا يعني إطلاقا أن لبنان سليم معافى، خصوصا أن الأرقام تشير إلى أن ثمانين في المئة من الشعب اللبناني فقير. ابحثوا عن الفقر في الأحياء والمنازل، ولا تنظروا فقط إلى من يعيش في السهرات والمطاعم.