صحيح أن أزمة اللجوء تستدعي القيام بكل ما هو ممكن من أجل الوصول إلى حل. ولكن الصحيح أيضا أن هناك أزمة فعلية في سوق العمل في لبنان، يمكن وصفها بتكبر اللبنانيين على بعض الوظائف، وعدم وجود فرص عمل يقبل بها اللبناني في بعض المجالات.
فإذا استثنينا الأعمال المرتبطة بالبناء والورش الهندسية، وصولا إلى الكهرباء والمياه وغيرها من الوظائف التي تحتاج إلى يد عاملة سورية بسبب نقص العمال اللبنانيين، بات هناك العديد من الوظائف الأخرى التي لا يمكن التعاطي معها بمنطق من قبل اللبنانيين. فهل باتت الخدمة في المطاعم أكبر من الطالب اللبناني؟ وهل باتت خدمة الدليفري غير ممكنة لكل من يبحث عن عمل إضافي؟ قطعا لا. ولكن المشكلة أن الذين يتقدمون من السوريين لهذه المهن أكثر بكثير من اللبنانيين، وهذا ما يجعل سوق العمل بحاجة إليهم. أين طلاب الجامعات الذين يحتاجون إلى مثل هذه المهن لتأمين أقساطهم؟ وهل من المنطقي أن يستمر التعاطي بهذا الشكل مع هذا النوع من المهن؟
