main-banner

مئة عام على رحيل أبناء قرية بجرّين الى الولايات المتحدة الأميركية

كانت لنا من زمان .. بيارة جميلة ، وضيعة ظليلة

ينام في أفيائها نيسان.. كان اسمها بيسان

 …هكذا كتب الرحابنة وغنت فيروز عن قرية فلسطينية هجرها أهلها جراء ظلم الإحتلال

وهكذا قال العم سيمون مرشد نعمة عن قرية ” بجرّين” في بلاد جبيل، التي هجرها أهلها في ” حرب الأربعتاعش” على حد تعبيره، والتي هي في الواقع الحرب العالمية الأولى عام 1914.

تعددت واختلفت الأسباب السياسية ومرّ زمن ليس بقليل بين بيسان ولبنان، لكن الهجرة واحدة.

رحلوا..  كل من لم تقتله المجاعة رحل… رحلوا مع مفاتيحهم الى حيث لا يدرون...

هكذا قال العم سيمون، ابن السابعة والثمانين حولاً، المتقاعد من مهنته ومن كل مباهج الحياة القديمة التي يخبر عنها بحسرة قائلاً:

كان في محبة وقناعة وإلفة… كانت الناس تساعد بعضها، وتتعاون مع بعضها في زارعة التبغ وبناء المنازل… كنت أسمع منذ طفولتي عن مأساة قرية ” بجرّين” الواقعة في حضن بلدة غرفين في بلاد جبيل، التي هجرها أهلها في ” الأربعتاعش” الى الولايات المتحدة… رحل من صمد  منهم من المجاعة التي ضربت لبنان قبيل بداية الحرب الأولى.

نعم، رحلوا، جميعهم رحلوا. وبقيت هياكل بيوتهم .

حجارة منازل قرية بجرّين ما تزال صامدة.. هياكل حيطان تصارع الأيام وتنتظر أهلها الذين أبحروا من مرفأ بيروت باتجاه بلاد العم سام.

لم تستطع كاميرا المهاجر أن تقف على أعتاب منازل بجرّين. لا طريق معبّدة تقود الى هذا المكان المنفي عن العالم. لم تكلّف الدولة اللبنانية نفسها ، وهي التي تتغنى وتفتخر بالإغتراب اللبناني، عناء المحافظة على قرية شاهدة على كارثة الجراد عام 1912 وظلم دول المحور وأطماع السلاطين، بل بقيت بجرّين صامدة تبكي حجارتها غياب عائلات رحلت منذ زمن الهجرة الأولى.

ويضيف العم سيمون: كانت بجرّين تابعة إدارياً لبلدة غرفين، وكانت عبارة عن قرية صغيرة، اعتاش أهلها من زراعة الحبوب والحرير والتبغ. كانوا فلاحين، وكانت بجرّين أرض خير…  اما اليوم، استلم الغرافنة “أهل غرفين” الأراضي، المختار تملك القسم الأكبر، وبعض عائلات نعمة تملكوا قسماً آخر. بجرّين اليوم مهجورة، على الرغم من جمال موقعها، فهي هياكل بيوت وأشلاء حجارة تنتظر أبناءها.

قولكن ، بعد بيرجعوا ؟؟؟

المصدر: المهاجر

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |