main-banner

يطردون المسيحيون من أرضهم… لكننا سنبقى

بعد إعلان الدولة الإسلامية، اتجهت الأنظار نحو المسيحيين بشكل خاص، بما أن المتطرفين طردوهم من منازلهم وأديرتهم، وعمدوا إلى وصم بيوتهم، كما فعل النازيون منذ عقود باليهود، فكانوا يضعون نجمة صفراء عليهم تمهيدا لقتلهم. هذه المرة بات حرف النون هو العلامة التي تُعطى للمسيحيين من أجل جعلهم يرحلون بسبب التمييز، وها هو العراق يتحوّل مع كل يوم جديد إلى بلد خال من المسيحيين.

هذه السابقة لم تحدث ولا أي مرة في التاريخ، فالعراقيون لطالما كانوا متحدين مسلمين ومسيحيين، والمسيحيون في العراق لم يخرجوا من الموصل منذ أكثر من خمسة عشر قرنا، وهي سابقة خطرة أن نشهد رحيل المسيحيين من بلاد ما بين النهرين في هذا الزمن.

إن هذه المنهجية التي يرفضها الإسلام بشكل أساس قبل أن يرفضها المسيحيون، هي سابقة لا بد من معالجتها ليس على صعيد دول فقط، بل على صعيد عالمي، لأن من غير الجائز في عصرنا هذا أن نشهد عملية إفراغ بلد معين في منطقة مختلطة من طائفة كبيرة فيه. لقد انتهينا من حروب التفرقة الطائفية، والمسيحيون سيبقون في أرضهم رغم كل التطرف.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |