في وطن نشكو فيه دائما من أن الفنان يموت قبل أن يحصل على الحد الأدنى من التكريم، يريحنا مثال الشحرورة صباح التي حصلت في حياتها على لفتات خاصة من الدولة اللبنانية، جعلتنا نتأمل أنه ما زال هناك من احترام للفن اللبناني في عقول مسؤولينا.
قد تكون صباح ماتت وحيدة في الفندق الذي عاشت فيه آخر أيامها، لكنها ماتت وهي مقدرة من دولتها، التي ودعتها في جنازة مهيبة، رسمية وشعبية، حضرها أهم الشخصيات، وكان بمثابة أكبر تكريم لها، وتقدير لمسيرتها. صباح التي حصلت في حياتها على أرقى الأوسمة، وعلى أهم التشريفات من رؤساء الجمهورية، ومن الوزارات المعنية، حصلت أيضا على الاهتمام الإعلامي الكبير، وعلى التقدير على كل المستويات. وإن كان البعض يقول إنها ماتت فقيرة، فهذا ليس من شأن الدولة، لأن صباح كانت في مرحلة معينة في غاية الثراء، وهي تصرفت بمالها الخاص بكل حرية.
يا ليت الدولة تكرم كل الفنانين في حياتهم كما كرمت الشحرورة صباح، فكم من فنان نسمع عنه كل يوم، أنه يموت وحيدا في غرفته بعدما عاش سنوات يعطي الفن اللبناني أهم الأعمال، في حين أن الدولة لم تلتفت إليه يوما لتعطيه وساما وهو على قيد الحياة، فيتكرر مشهد الوسام على النعش. هؤلاء هم كبار لبنان ومن واجبنا أن نحافظ عليهم بكل طريقة ممكنة.
