main-banner

… ومتى التضامن مع لبنان؟

 قد يكون لبنان من بين قلة من البلدان التي يتفانى فيها أبناؤها من أجل أوطان الآخرين. وقد يكون اللبنانيون من بين قلة من الشعوب التي تفوق حماستُها لقضايا الآخرين حماستَها لقضاياها الوطنية.

وقد يكون عندنا النسبة الأكبر من السياسيين الذين تطبش عندهم كفة الانتماء الى أنظمة أخرى أو جهات أو أطراف خارج الحدود. فهذا سوريّ أكثر ما هو لبناني وهذا فلسطيني أكثر ما هو لبناني  وذاك إيراني أكثر ما هو لبناني، و و و… وكلهم مستعدون لخوض حروب في سبيل أولئك الآخرين.

ومن هذا الجوّ يخرج إعلام يشبه بيئته، فتجده يتوحّد في نشرة خاصة انتصاراً لغزّة وتضامنا معها، وهذا شيئ رائع. ولكن ليته أتى بعد توحّد وتضامن ولو لمرّة واحدة من أجل قضية لبنانية. وما أكثر الظلم الذي لحق بلبنان واللبنانيين وما أعمق القهر، وما أصعب الأزمات، وما أكثر محطات الخيبة والحزن والحروب والقتل والانتهاكات… أفليس في كل هذا ما يستحق لفتة بحجم اللفتة من أجل غزة؟

ليس المقصود أبداً الإساءة الى فكرة التضامن مع غزة وكلنا متضامنون، ولكن المقصود هو أن اللبنانيين ورغم المآسي التي وحّدت الجميع بالألم لم يجدوا قضية واحدة يتضامنون حولها. وهذا مؤسف، والمؤسف أكثر أن وسائل الإعلام لم تصوّب الأمر لا بل انغمست في الانقسامات ذاتها 

.والانتماءات ذاتها الخارجية أحيانا أكثر منها محلية

 

اليوم تضامن مع غزة ، عظيم… متى التضامن مع لبنان؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |