main-banner

… وغرقنا في شبر مياه

في زمن عاصفة ميشا وأخواتها، ستطفو من جديد على السطح برك مياه تشغل الرأي العام لفترة، فيستفيد البعض من ذلك للتغطية على ما هو أفظع ويستوجب التمرير والتصريف.

 بركة المياه عندنا يمكن أن تتحول قضية وطنية تشغل الناس أياما عدة والإعلام جاهز لتضخيمها، وقد يقوم على أثرها جدل سياسي طويل عريض ويتم التراشق بالاتهامات.

الكل صبّ سخطه وغضبه على البركة في وقت يوجد على يمين البركة وشمالها وجنوبها وغربها ما يستدعي التوقف عنده أكثر من البركة بكثير، فهنا مستنقع من الفوضى، وهناك بؤر من الفقر والبؤس والحرمان، وهنالك دويلة تبنى على ضفاف الدولة… والبلد غارق في بركة مياه!

ما يدور حول هذه البركة يجعلك تنسى ما هو حاصل في البلد ككل، الجميع منشغل بمن أحدث هذه الحفرة التي تحولت بركة ومن يتحمّل المسؤولية هل الوزارة الفلانية أو الفلانية، أو هي البلدية التابعة للحزب الفلاني أو تلك الهيئة التي تعمل تحت غطاء التيار الفلاني؟!

وهكذا يمرّ الزمن علينا، ننتقل من حفرة الى حفرة، من بركة الى بركة، فيما ثمة من يحفر لنا واديا سحيقاً يتسع لإغراق بلد بكامله إذا استمرّينا بالتلهي يوماً بشتوة ميشا ويوما ببركة طريق المطار… وهل هذه البركة هي أسوأ ما هو حاصل للمطار ومحيط المطار وطريق المطار؟!

فاخرجوا من الحفرة، ستشاهدون ما هو أخطر منها بكثير… الرّدم واجب من هناك.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |