قد يقول كثيرون إن الوزير الياس بو صعب لم يكن أمامه أي حل إلا إعطاء الإفادات المدرسية لكل الذين تقدموا بطلبات للامتحانات الرسمية، في ظل الأزمة القائمة بين الأساتذة في هيئة التنسيق النقابية، وبين الدولة اللبنانية على خلفية سلسلة الرتب والرواتب. وقد يجد كثيرون في خطوة الوزير بو صعب شجاعة كبيرة لأنه أنقذ العام الدراسي الجديد، وساعد الطلاب على إنهاء حال الضياع التي كانوا يعيشونها قبل معرفة مصيرهم. لكن الحقيقة هي أن إعطاء الإفادات لأكثر من مئة وثمانية وأربعين ألف طالب في لبنان هو ضرب من الجنون لأنه بمثابة تشويه لصورة الدولة اللبنانية. اليوم، بات الصالح والطالح يملكان شهادة متطابقة، وقد تساوى الذي تعب ودرس بالذي لم يكترث للشهادة، كما أن طلاب لبنان باتوا اليوم متساوين لناحية الثناء على عملهم، فكان المميز في صفه متعادلا مع الذي كان على شفير الطرد من المدرسة.
كان الأجدى بوزير التربية بدل توزيع الإفادات، الاتكال على علامات السنة المدرسية، فالناجح في مدرسته ينجح عامه الدراسي، والذي رسب في المدرسة يرسب في الشهادة الرسمية بدل الحصول على جائزة ترضية لا يستحقها سُميت إفادة.
