يشبه كثير من النواب في لبنان كل شيئ إلا النواب. في الدستور اللبناني، من أهم واجبات النواب انتخاب رئيس للجمهورية، والتشريع من أجل تحسين القوانين. لكن في لبنان، هذا الموضوع لا ينطبق إلا على قلة قليلة، بما أن التشريع غائب عن مسامع نوابنا، وانتخاب رئيس الجمهورية في مهب الريح.
نوابنا لا يزالون حتى اليوم عاجزين عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا بل أن بعضهم يتباهى بأنه يقاطع الجلسات ولا يريد حضورها ما لم يتم التوافق على اسم رئيس جديد، وكأن المطلوب هو تعيين الرئيس وليس انتخابه. في المقابل، نرى أن النواب لا يغيبون عن أي واجب اجتماعي، من عزاء ودفن إلى الزواج، من أجل جمع الأصوات الانتخابية.
فليعتبر نواب لبنان جلسة انتخاب رئيس بمثابة زواج وليحضروه، وإلا فالديمقراطية في لبنان تحتاج إلى دفن وجنازة مهيبة، وللأسف، قد لا يحضرها النواب أيضا.
