عندما توفي العملاق وديع الصافي قبل عام وشهر، كان اللبنانيون يعيشون في حرقة وحزن على رحيل أحد الرموز الفنية الأهم في لبنان والعالم العربي، لكن الغضب الذي ملأ الناس في تلك المناسبة كان أكبر من الحزن، لأن الدولة اللبنانية رفضت في ذلك الوقت إعلان الحداد على الراحل الكبير، وكان رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي مصرا على قراره، باعتبار أن هكذا قرار سيفرض إعلان الحداد كلما مات فنان، علما أن كل سياسي يموت يعلن الحداد له، رغم أنه لم يقدم للبنان أكثر مما فعل الفنان.
اليوم، ومع وفاة الشحرورة صباح، عاد مطلب إعلان الحداد الوطني بين الناس، لأنهم يدركون أهمية الشحرورة على الصعيد الفني والثقافي، ويريدون أن تكون مكرمة في مماتها من خلال مبادرة وطنية تحفظ ذكراها.
نتمنى أن يكون رئيس الحكومة تمام سلام أكثر احتراما للفنانين من سلفه، وأن يعطي صباح حق أن تنكس الأعلام لها، وتتبدل برمجة المحطات تكريما لها، ليشارك اللبنانيون في جنازتها التي من المفترض أن تكون شعبية ومهيبة وتاريخية. إن فشلت الدولة في القيام بذلك، فعندها نكون فعلا أمام واقع مشين، لأن دولة لا تحترم لا مواطنيها ولا فنانيها، لا تحترم نفسها.
