يتمتع لبنان بكثير من البقع الممتازة لإقامة السدود فيها والاستفادة من الثورة المائية في لبنان، لكننا للأسف لا نعرف الاستفادة من هذا الموضوع، وما زالت خزانات المياه فارغة ولا يستطيع اللبناني التمتع بالمياه أسوة ببلدان العالم المتحضرة.
المشكلة ليست في أننا لا ننوي إقامة السدود، ففي كل فترة، يتحوّل موضوع سدود المياه إلى مزايدة سياسية من الطراز الرفيع، ليتبناها طرف معين دون سواه، ويضع حجر الأساس. لكن عدا عن حجر الأساس، لم نر أي سد يتم إنشاؤه، بعدما تبين أن كثيرا من هذه السدود أقيمت من دون دراسة، ولم تتمكن الدولة من استملاك الأراضي، كما تبين أن هناك مشكلة في الأرض التي تنوي الوزارات المعنية إنشاء السد عليها، لأنها غير ملائمة.
حبذا لو أننا نعيش في وطن، يقل فيه الكلام عن حجر أساس وعن مشاريع، ويتم تنفيذها لمرة واحدة، لنتأكد عندها أن هناك نية لتطوير حياة المواطنين بشكل فعلي، بدل من أن تكون هذه المسألة مجرد شعارات، وتكون مياهنا من تركيا وليس من جبال لبنان.