ما من مهمة أسمى وأجمل من استثمار خيرات الطبيعة لإيصالها لأكبر عدد ممكن من الناس في كل مكان، لكن بعض من يملكون هذه القدرة باتوا يسيئون إلى الطبيعة نفسها التي أعطتهم كل هذا الجمال والنعم.
معمل زيتون في بزيزا، من المفترض أنه يوزع أشهى أنواع الزيتون والزيت إلى كل الناس في بيوتهم، هو أكبر مجرم بحق البيئة في هذه المدينة، وهو يعمد في كثير من الأحيان إلى تضرر البيئة بدل مساعدتها.
كميات التلوث في الهواء أو في المياه التي يرميها هذا المعمل في المنطقة تضاهي الملوثات الأخطر في العالم، كما أنه يستخدم وفق علماء مادة ممنوعة عالميا، بعدما ثبت أنها تسبب ضررا للبيئة وللإنسان، ما يجعل خطره مضاعفا بسبب موت الطبيعة وموت الإنسان من سمومه.
وزارة البيئة مدعوة اليوم قبل الغد أن تتخذ الإجراءات اللازمة لوقف بث السموم من هذا المعمل، وضبط المخالفات الموجودة في معامل أخرى، لأن بيئتنا لا ينقصنا هذا الكم من التلوث والفلتان في كل المجالات يجعل من طبيعتنا ضحية الملوثات من دون ضوابط، فهل من يسمع استغاثة أهل المنطقة واللبنانيين لإنقاذ ما تبقى من بيئة لدينا؟
