نحمد الله أننا في وطن يحب الفوعات من وقت إلى آخر، فقرر أن يكون هناك اليوم فوعة على الأكل والمراكز الصحية غير الشرعية، وقرر فيها وزير الصحة وائل أبو فاعور الضرب بيد من حديد، رغم التحفظات على سياسته وأسلوبه.
في ظل هذه الفوعة، خرجت أزمة مراكز التجميل غير الشرعية التي تأتي بالمصائب على الناس وأشكالها. اللبنانيون يحبون أن يكونوا في أبهى حلة، وظاهرة عمليات التجميل هي من أكثر الأمور التي شغلت الرأي العام اللبناني في الفترة الماضية، لكن هذا الأمر دفع كثير من التجار وأصحاب النوايا التجارية أن يفتحوا مراكز قامت بتشويه الناس وتحويلهم إلى مخلوقات لا تشبه البشر.
الصور المروعة التي تم توزيعها في وسائل الإعلام تنذر بأن هناك في لبنان لحامين وجزارين يعملون في مجال التجميل، وفور انتشار صورة أو صورتين، بات كثير من الناس يخرجون عن صمتهم ويتحدثون عن المصائب التي حصلت معهم.
كيف يمكن أن تتساهل دولة طيلة هذا الوقت مع مؤسسات غير شرعية لم تحصل على ترخيص، وعمدت إلى ارتكاب الفظاعات بحق اللبنانيين، فكانت النتيجة تشويها يفوق الخيال؟ عسى أن تكون هذه الحملة نهائية، وأن تكون جدية، لا أن نرى المؤسسات تعود مرة جديدة إلى الحياة بعد انتهاء الفوعة!
