رغم كل الامتعاض الشعبي والجو العام الرافض التمديد مرة جديدة لمجلس النواب، يبدو أن نوابنا ما زالوا مصرين على القيام بهذه الخطوة المتهورة التي تقتل نظامنا الديمقراطي وتدمّر كل الأعراف التي كان لبنان يتغنى بها في محيطه، من خلال التمديد للمجلس حتى تصبح ولايته الممددة توازي ولايته الأصلية، أي أن النواب يريدون التجديد لنفسهم وليس فقط التمديد.
في هذا الإطار، لم يتقدم إلا قلة قليلة من النواب بترشيحاتهم لدى وزارة الداخلية والبلديات، خلال المهلة المحددة من أجل تقديم الترشيحات وفق الدستور، ومن بين هؤلاء الرئيس نبيه بري الرافض التمديد مرة جديدة بأي شكل من الأشكال.
هذه المسرحية التي ينوي عدد من النواب إجراءها على اللبنانيين لا يجوز أن تتواصل، والمطلوب هو أن تقوم ثورة شعبية وضغط من الناس من أجل منع هذا الموضوع مرة جديدة، لكي لا نصبح مثل الأنظمة الاستبدادية التي لا يتغير نوابها.
هذا المجلس فشل في إقرار الموازنات وفي إقرار قانون للانتخابات وفي انتخاب رئيس للجمهورية، فهل نكافئه من خلال التمديد له وكأننا نقول للنواب: برافو! لقد أنجزتم الكثير فابقوا في مناصبكم؟
