إن تربية الأطفال تساهم في بناء المجتمع لأن ما يتشربه الأطفال من أخلاق يساهم إلى حد كبير في رسم صورة المجتمع. وفي لبنان للأسف، في كل فترة، نجد أن أطفالنا يتربون على كل أنواع الخوف والقلق والقتل.
في الساعات الماضية، تابعنا فيديو الأطفال السوريين المرعوبين بسبب ما تبين لاحقا أنه “مزحة ثقيلة” من قبل أحد المريضين نفسيا الذي تم إلقاء القبض عليه، وهو يهدد الأطفال بقطع الرأس بالسكين. وقبل ذلك، رأينا أطفالنا وهم يحملون السلاح في طرابلس وفي مناطق مختلفة من لبنان وكأن السلاح هو لعبة الأطفال، كما شهدنا على الفيديو المروع قبل فترة لولد يضرب طفلا سوريا في مشاعر حاقدة بإيعاز من أحد أقربائه.
هل هذا ما نريده من أطفالنا عندما يكبرون؟ وهل هذا ما نريد أن نظهره عن بلدنا؟ هل نريد أطفالنا أن يتشربوا أخلاق الخوف والقتل والحرب، بدل من أن يكونوا دعاة سلام؟ هل نريد أن يبقى أطفالنا يعيشون في هاجس التوتر والنزاعات المسلحة بدل أن من تكون همومهم الدراسة والتقدم في الحياة وبناء أحلام الوطن الجميع. إن وطنا يعيش أبناؤه الخوف من المستقبل هو وطن لا مستقبل له.
