مع مرور كل يوم جديد، يتأكد لنا أن هناك بعض الأفرقاء في لبنان الذين لا يريدون تشكيل حكومة جديدة، لمجرد أنهم يضعون شروطا تعجيزية على فكرة الحكومة والمشاركة الحقيقية فيها، وأنهم يرفضون القبول بأمور بسيطة في هذه الحكومة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحال، هو عن جدوى العناد في هذه الحكومة، خصوصا أن عمرها سيكون قصيرا، وستصبح حكومة تصريف أعمال في الربيع المقبل مع الانتخابات النيابية.
هذه الحكومة لن تكون قادرة على إحداث تغيير كبير، ورغم ذلك، ما زال التأخير في تشكيلها سيد الموقف. فماذا ترك الذين يضعون الشروط لحكومة ما بعد الانتخابات؟ تلك الحكومة ستعيش أربعة أعوام، هذا إن لم تحصل استقالة أو حال وفاة أو ما إلى هنالك من حالات تستقيل فيها الحكومات.
لم يعد من المنطقي التباهي بالتعطيل والتمسك بما هو حق للمواطنين، وليس حقا للأحزاب. بات من الضروري التعجيل بتشكيل الحكومة، لأن هذا التمسك بالمغانم هو دليل طمع فقط وليس دليل مواطنية وحرص على البلاد.
