لا شك أن التمديد من الأساس هو أحد أسوأ الخيارات التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة من أجل انتظار انفراج إقليمي ينعكس على لبنان، لكن هذا الأمر حصل وبات بحكم الساري، ورغم أنه قد يلقى معارضة في مجلس الوزراء إلا أنه سيصبح نافذا بعد أيام قليلة.
لكن اللافت هو أن كثيرين ممن عارضوا التمديد، لم ينزلوا إلى مجلس النواب وقاطعوا الجلسة، وأطلقوا التصريحات المعارضة لما حصل في ساحة النجمة، لكنهم في المقابل لم يحركوا ساكنا من أجل التعبير عن معارضتهم، ما جعل اللبنانيين ينتقدونهم كما انتقدوا النواب الذين ساروا بالتمديد.
كان الأجدى بنواب التيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية أن يستقيلوا في تعبير عن معارضتهم ويجعلوا المجلس يقفد عددا كبيرا من النواب، كما أنهم من خلال هذا الأمر يرفضون تقاضي الرواتب لأنهم لا يريدون التحايل على المواطنين. بهذه الطريقة، لا يبقى في المجلس إلا النواب الذين رفضوا التمديد، وبما أن وزارة الداخلية أكدت أنها غير قادرة على إجراء الانتخابات، فهي لن تلجأ إلى انتخابات فرعية لملء الفراغ. إن لم يستقل النواب الذين رفضوا التمديد، فهم سيثبتون بهذه الخطوة أن معارضتهم هي شعبوية فقط لا غير.
