main-banner

لماذا لا يريد اللبنانيون بناء دولة؟

في كتاب ميلاني كاميت الجديد “الطائفية الرحيمة: الرعاية الاجتماعية والطائفية في لبنان”، استطاعت الكاتبة ان تمسك بلبّ المعضلة في لبنان عندما قالت: إن المجتمع اللبناني لا يطالب بالفعل بدولة قوية لأنه قلق من عدم تمكنه من الاستمرار بالسيطرة عليها”.

وهذا تماما ما قاله المدوّن جايمس سكوت عندما استند الى الحالة اللبنانية ليقول إن المجتمع في حال نجح في السيطرة على الدولة فإنه سيقاوم توسعها لأنها إذا تعززت سيفقد سيطرته عليها.

والأدلة على رضا وربما تواطؤ غالبية مكونات المجتمع اللبناني كي لا تقوم دولة، تظهر في الوقائع التالية:

–        لم يصوت البرلمان على الموازنة منذ ثماني سنوات،

–        استغرق المشرعون في البلاد والسياسيون نحو عام للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة السابقة في آذار 2013.

–        منذ انتخاب مجلس النواب الحالي عام 2009، فقد التأم 21 مرة أي بمعدل 4 مرات في السنة.

–        في العام 2013، التقى النواب مرتين فقط ومُرّر قانونان، وكان أحدهما التمديد للبرلمان لمدة 18 شهرًا،

–         آخر مرة صدق البرلمان اللبناني على الميزانية التي وضعتها الحكومة كان في العام 2005.

–        لم يجتمع المشرعون لمناقشة سياسات الحكومة للتعامل مع تدفق اللاجئين من الحرب السورية التي أرهقت الخدمات الاجتماعية بما فيها التعليم والصحة والكهرباء إلى أقصى الحدود.

–        لا تحتكر الدولة في لبنان السلطة العسكرية، فإنك ترى فيه جيشاً آخر منظماً ومسلحا ومجهزا يقيم استعراضات عسكرية ويشن حروباً، لكنك لا ترى أرزة على علمه لتكتشف أنه ليس الجيش اللبناني إنما ميليشيا حزب الله.

والى هذه الوقائع يستند سكوت ليستخلص أن اللبنانيين لم يفعلوا الكثير لتغيير هذا الواقع، والسبب انهم يستفيدون بشكل أو بآخر من عدم وجود دولة.

صحيح، ماذا فعل غالبية اللبنانيين ليثبتوا فعلاً انهم من دعاة قيام الدولة؟

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |