نعم ثمّة فساد وهدر في كازينو لبنان، ثمة من يتقاضى أجرا ولا يعمل.
لكن ليس الكازينو هو مزراب الهدر والفساد الوحيد في هذا البلد.
في أمكنة أخرى فساد أعظم وسرقات عالمكشوف.
في أمكنة أخرى فضائح تجرجر منذ عشرات السنين وحاميها حراميها.
ثمّة تشبيح برعاية رسمية، وثمّة تشبيح برعايات خاصة أسوة بالرسمية
فمن منّا لا يعرف أو لم يختبر شبّيحاً في دوائر رسمية من مغارات الدوائر العقارية الى زواريب الدوائر المالية الى مغارة الضمان الاجتماعي الى وزارات أو مؤسسات تدّعي الخدمات وتمارس الاستغلال.
مَن منا لا يعرف موظّفين بالإسم لا يحضرون الى أماكن عملهم يتقاضون أجوراً وهم مرتاحون في منازلهم أو يمارسون عملاً آخر.
مَن منا لا يعرف أساتذة في القطاع العام لا يعملون، أو انهم يغطّون ساعات قليلة من الساعات الواجب تأمينها.
مَن منا لا يعرف موظفين لا يستحقّون رواتبهم؟
هؤلاء جميعا وغيرهم ثمّة مَن يغطّيهم ويتحمّل مسؤولية فسادهم. لذلك فإن الإصلاح يجب أن يبدأ من فوق الى تحت وليس العكس،وإلا نكون كمن يصب الماء في وعاء مثقوب. فعبثا تحاول إصلاح القاعدة إذا كان الرأس فاسداً.
قد تطهّر اليوم الكازينو أو أي مؤسسة أخرى من الشوائب، ولكن ما الذي يضمن أن عملية التطهير هذه ليست لإزاحة محسوبيات وملء الفراغ بمحسوبيات أخرى؟
الإصلاح يبدأ من فوق فلماذا نصرّ على بدئه “بالمقلوب”. والى متى ستبقى رؤوس الفساد الكبيرة، محمية ؟
