قبل أي كلام مختلف، لا بد من التأكيد أن اسرائيل عدو لكل اللبنانيين والعرب لأنها تغتصب الحقوق العربية والأرض الفلسطينية وتضمر الشر لكل اللبنانيين من خلال حروبها العبثية عليهم منذ إنشائها. لكن الكلام اليوم هو عن الحرب الشعواء التي تشنها اسرائيل على غزة، انتقاما لمقتل ثلاثة مستوطنين، لم يثبت حتى أن الفلسطينيين هم من قتلهم.
هذا الحقد الذي تصبه اسرائيل على الفلسطينيين يقابل بصمت دولي وتعنت اسرائيلي برفض وقف النار بأي وسيلة من الوسائل، لكن المقلق بالنسبة لنا كلبنانيين، مسألة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل.
يوم الجمعة، انطلق صاروخان باتجاه اسرائيل، في حينن انفجر ثالث بمطلقه في الجنوب، ووقع اثنان في الأراضي اللبنانية عن طريق الخطأ، علما أن هذا الأمر لم يكن بتنسيق مع السلطات اللبنانية أو مع القوات الدولية التي طبعا ترفض هذا الموضوع.
إن القيام بهذه الممارسات لا بد من أن يجر لبنان إلى حرب اسرائيلية، بما أن العدو ليس بحاجة إلى أي مبرر ليقصف لبنان وينتقم من أبنائه على صمودهم في وجهه، لكن لبنان ليس ساحة للصراع في غزة، وإن كان الموقف السياسي داعما للقضايا العربية، لا بد من التأكيد أن أي محاولة لجر لبنان إلى الحرب مرفوضة لأننا لسنا ورقة تفاوض بيد آحد واللبنانيون دفعوا مبالغ طائلة من البشر والحجر عبر السنين لحروب الآخرين.
