بقدر ما هي مؤلمة الأخبار الاتية من الموصل حيث يقتلع المسيحيون من أرض عاشوا فيها وصمدوا وتجذروا علی مدی نحو 1600 سنة، بقدر ما بات فعل شيء أي شيء ضروري نصرة لقضيتهم.
والتحرك علی خط الدفاع عن مسيحيي الموصل لا تكفيه بعض المواقف الخجولة بل أصبح يستلزم تحركا دوليا وعربيا ومحليا تشارك فيه كل الهيئات السياسية والاجتماعية والدينية والمدنية وكل من يؤمن بالتعددية والديمقراطية وحماية الأديان والأقليات.
شبعنا نظريات في الشرق والغرب عن التضامن مع المستضعفين واستنكار انتهاكات حقوق الانسان.
شبعنا نفاقا وتمييزا بين ضحية وأخری،
شبعنا استعراضا ومسرحيات شعرية وحلقات زجل، حان وقت التضامن الفعلي.
معبر جدا شعار “كلنا مسيحيون” الذي يجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، والذي رفع كثيرون صورته علی صفحاتهم وحساباتهم علی فايسبوك وتويتر. والرائع في الأمر أن غالبية الذين رفعوا هذا الشعار هم من المسلمين من مختلف اصقاع العالم العربي.
تعبيرهم هذا أظهر من دون ريب مشاعر التضامن الحقيقية مع مسيحيي الموصل، وأعاد الأمل بإمكان ان يكون ما يحصل اليوم من مظاهر الجنوح نحو التطرف غيمة عابرة يعود بعدها مجانين التطرف الی رشدهم وأصحاب الحق الی مواطنهم.
فيا موصل ويا إخوتنا المسيحيين هناك، صحيح أننا لا نملك من وسائل العنف والبطش ما يفرض عودتكم الی أرضكم ولكننا علی الأقل نملك الإرادة بأن لا نترك قضيتكم تموت يوما أو تخبو أو تضيع في في غياهب النسيان.
سوف نبقی صوتكم وصدی صرخاتكم والامكم… حتی ينتصر الحق… “كلنا مسيحيون”.
