كرةٌ وعَلَم

هما جاران، يختلفان في السياسة الى أقصى الحدود… جاء المونديال ليجمعهما على تأييد فريق واحد.

شاهدتهما أكثر من مرة يخرجان عن طورهما في شجارات حادة على خلفية سياسية وانتخابية الى درجة قاربت العداء.

مررت قبل ايام قرب منزليهما المتجاورين فرأيت كليهما يرفع على شرفته علم البرازيل.

أحدهما صديق لي وقد دعاني الى منزله لحضور مباريات البرازيل- تشيلي.

جلسنا في حديقة المنزل نتابع المباراة ، والجار على بعد أمتار في حديقة منزله المجاور.

رغم الحماسة التي كانت تشدني في تلك الليلة لتركيز كل حواسي على اللعبة ، إلا أن ثمّة ما استطاع أن يخرق انجذابي الى الشاشة التي تسمّرالجميع حولها. إنها الصّرخات التي كانت تتلاقى للمرة الأولى بين الجارين اللدودين.

يفرحان للهدف ذاته ويحزنان للسبب ذاته. إنها مفارقة غريبة بالنسبة لمن حفظ عنهما صولات وجولات من الخلافات.

انتهت المباراة، تبادلا التهاني، وهتف كلاهما لفريق واحد، سارا في موكب السيارات ذاته، ورفعا على سيارتيهما علماً واحدا.

ماذا عساني أشعر، لا أعرف، لكنّ فكرة واحدة كانت تحوم في رأسي.

هل كانا ليلتقيا في موكب واحد يَرفع فيه الجميع علم لبنان؟…

في أي حال شكراً للبرازيل.