لم يبق شخص إلا وشعر بالقرف والاشمئزاز للفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي للطفل الذي يضرب طفلا آخر بشكل وحشي، وبتحريض من والده وأشخاص بالغين.
الفيديو الذي يثير الريبة يظهر طفلا لبنانيا يدعى عباس، وهو يضرب طفلا آخر وهو على الأرجح سوري الجنسية، من اللاجئين في لبنان، ونسمع صوت والده في الخلفية يدعوه إلى مواصلة ذلك وإلا تعرض هو للضرب.
المشاهد المخزية التي لا تمت إلى الطفولة بأي صلة، استدعت تحرك الأجهزة المعنية وقد فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع، من أجل محاسبة الفاعلين، من الأهل المحرضين إلى كل من يثبت تورطه في الجريمة المخزية.
وكل ما نتمناه هو أن يتم إنزال أشد العقوبات بحق الوالد، وأن يخضع الطفلان للعلاج النفسي. فالطفل الذي أقدم على ضرب الطفل السوري، بحاجة إلى علاج لأن تربية والده له دفعته إلى استخدام العنف بأبشع أشكاله، وهو أمر قد يدفعه في وقت لاحق إلى الجريمة، وقد يجعل من العنف أداة له للحصول على أي أمر، بشكل عنصري واستفزازي. أما الطفل الآخر، فصراخه في الفيديو شاهد على الأزمة النفسية التي يعانيها، لأن هناك شخصا مريضا يطلب من ابنه أن يتخلى عن الصدق والطفولة ليرتكب جريمة.
كفوا أيديكم عن الطفولة في بلادي، وارحموا لبنان من العقلية المتعصبة والعنصرية والمقززة التي تعيدنا إلى قوانين الحيوانات البرية.
