main-banner

فيان دخيل… نموذج

لم تكتف بالبكاء على شعبها بل خاطرت لتكون معه. النائبة الأيزيدية فيان دخيل تحوّلت محط أنظار وتقدير الملايين حول العالم منذ رأوها تجهش بالبكاء أمام مبنى البرلمان العراقي حيث وصلت كلماتها ودموعها الى العالم الذي طالبته بوقف الإبادة التي يتعرض لها الأيزيديون في العراق.

فيان دخيل التي عزّها أن ترى ابناء طائفتها هائمين في جبال سنجار حيث مات عدد كبير منهم جوعا وتعبا، عزّت عليها عيون أطفال تحكي أسوأ الحكايات عن ظلم الطفولة والبشرية، فخاطرت وصعدت في مروحية أميركية متوجهة الى تلك الجبال علّها تنقذ ولو قلة قليلة من الآلاف العالقين هناك.

على تلك المروحية علّق الاف اليزيديين الهائمين في جبال سنجار أمالهم بالخلاص، لكنها لم تتسع لكل تلك الآمال، صعد اليها نحو عشرين فكانت الحمولة أكثر من قدرة المروحية التي تحطمت بسبب الحمولة الزائدة كما قيل.

قُتل الطيار وجرح من كان على متن المروحية ومن بينهم فيان دخيل، تلك المرأة التي تحولت نموذجا للعمل السياسي الصادق حيث لا يلتصق النائب أو المسؤول بالكرسي وحيث الدعم والتضامن والمؤازرة لا تقتصر على الخطابات الرنانة والاستعراض بعيدا عن أرض الحدث.

فيان دخيل هي نموذج من بين قلة من السياسيين في عالمنا العربي حيث المناصب ليست ترفاً عندهم، وحيث قضايا الناس هي المحرّك وليس المصالح الخاصة.

فيان دخيل نموذج عن قلة من السياسيين المستعدين للتضحية وحمل قضايا شعوبهم والصّراخ بها حيثما لزِم.

فيان دخيل، جروحك في جبال سنجار وسامُ شرف جديد ودليلٌ آخر على انّك من طينة من يستحقون حَمْل قضايا المستضعفين.

فيان دخيل، شفاك الله.

 

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |