main-banner

فقاعة داعش

بعدما أخذ الجنون والرعب والقلق مداه في الأيام الماضية إزاء ما حصل ويحصل علی جبهة عرسال من عدوان إرهابي آت من خارج الحدود. حان وقت قراءة الأحداث بعقل بارد وبعيدا عن تأثير الصدمة واستثمار الأحداث المفتوح هذه الأيام علی مصراعيه.

لا شك أن ما شهدناه فظيع ولكن لا بد من الانتباه الی عدم الانجرار وراء من يستثمر ما حصل لخلق جو من الترهيب والإرهاب النفسي خدمة لمشاريعه.

أولا ، لبنان ليس العراق والتخويف من أن سيناريو الموصل سيتكرر في لبنان وأن داعش علی أبواب إعلان إمارتها عندنا بعيد كل البعد عن الواقع. ففي العراق عوامل كثيرة اجتمعت لتسهيل مرور داعش، فهناك ثمة تركيبة عشائرية وبقايا حزب البعث ومجموعات سنية ذاقت الأمرين علی يد حكومة المالكي ، وهذه كانت من بين العوامل التي سهلت دخول داعش الی المناطق والمحافظات السنية وخلقت نوعا من بيئة حاضنة لأي انقلاب حتی ولو كان علی يد تنظيم إرهابي مثل داعش. وكلنا يذكر مشاهد سكان الموصل وهم يرشقون الجيش العراقي بالحجارة بينما كان منسحيا من المدينة.

الوضع في لبنان مختلف تماما، فثمة إجماع علی خيار دعم الجيش وعلی نبذ التطرف في بلد يتنفس حرية سياسية وشخصية واجتماعية وليس فيه أي قابلية للعيش علی طريقة داعش وأخواتها. من هنا فإن الأخطر اليوم هو انزلاقنا بعيدا خارج الواقع والمنطق، انزلاقنا للعيش في هاجس الخوف من داعش لنقبل بأي شيئ تحت حجة “كلو ولا داعش”.

الحقيقة ان داعش في لبنان لا تعدو كونها فقاعة صابون، فلا نحن بيئة حاضنة لهذا الفكر ولا نحن لقمة سائغة.

داعش ظاهرة يتم تضخيمها في لبنان وهي في الحقيقة لا تتمتع بأي من مقومات العيش والتنفس في واقع مماثل لواقعنا. داعش لا تخيفنا وإيانا أن ننجر الی حيث يريد صناعها وعرابوها. حرب الإشاعات كثيرة،  داعش خطر محدود لن يجد في لبنان رئة يتنفس بها ليعيش، هزيمته محتومة ومعه سيهزم من يحاول تدمير معنوياتنا ومن كان السبب بإراقة دماء شهداء الجيش وكل الأبرياء في عرسال.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |