وانطلاقاً من هذا فإنه عندما يقال إن فلان مغسول الدماغ فهذا يعني أنه تم مسح ما فيه من أفكار سابقة لتحل مكانها أفكار جديدة تريدها الجهة التي قامت بعملية الغسل.
وهذا يعني أيضا أن الجهة التي قامت بغسل المخ ترى أن الأفكار المزروعة فيه قذرة. أو هي ترى انه مخّ فارغ أصلا ويسهل ملؤه بما تريد من أفكار.
ولوكان هذا المخ يحتوي أفكارا صلبة لكان قاوم عملية غسله.
المطلوب من وقت لآخر مراجعة ما تمت زراعته في رؤوسنا وكل ما اعتقدنا أنه حجري ولا يتزعزع وكل علاقاتنا مع الأشياء والأفكار.
لماذا نقبل ما نقبله من دون مراجعة ولماذا نرفض ما نرفضه من دون مراجعة؟
لماذا لا ننظر للمشهد أي مشهد من زوايا عدة؟ لماذا نركز على الزاوية التي تم تسليط الضوء عليها عمداً، وننسى بقية الزوايا التي تم التعتيم عليها عمداً أيضأً؟
أمخاخ عديدة تم اختطافها منذ سنوات بأساليب عدة، عبر رأي واحد، فتوى واحدة وفكرة واحدة…
كل هذا القبح والتخلّف والبشاعة والجهل حولنا يدل على أننا نحتاج الى ثورة عقول، بعدما أفرزت سنوات غسيل المخ السابقة كل هذه القذارة.
فعندما تسمع عن غسيل المخ، لا تظن أن ثمة مسحوقاً يجعل “مخّك” نظيفاً.
