main-banner

!عندما يصبح الشواذ قاعدة

تقول الحكاية: إن حاكم إحدى البلاد البعيدة، أصابه مرض خطير، فلم يجد الأطباء لعلاجه سوى قطع أنفه. استسلم الحاكم لأمر الأطباء وقاموا بإجراء اللازم. وبعد أن تعافى، ونظر إلى وجهه البشع دون أنف، وليخرج من هذا الموقف المحرج، أمر مواطنيه جميعاً بقطع أنوفهم.
مع مرور الوقت صار هذا الأمر عادة، وجزءا من ملامح أهل تلك البلاد. فما أن يُولد طفل حتى يُقطع أنفه.
بعد سنوات مرّ أحد الغرباء على هذا البلد، فنظر اليه الجميع على أنه قبيح وشاذ.

الصواب هنا صار شاذا والخطأ صواب!

فكروا بهذه الحكاية الأسطورية الساخرة، واسألوا أنفسكم بعض الأسئلة.
هل فقدنا أنوفنا؟ هل فقدنا شيئاً آخر الألسن مثلاً، أو شيئاً من العقل؟
كم من خطأ اعتدنا عليه وصار أصوب من الصواب، وندافع عنه لأنه من عاداتنا؟
كم من شيء نراه شاذاً فقط لأنه ليس منا ومن عاداتنا؟
كم من شيء ندافع عنه وبحماسة، فقط لأنه من أخطائنا القومية؟
فهل أخطاؤنا، لأنها أخطاؤنا الشخصية هي أهم من صواب الغريب؟
تحسّس أنفك، تحسّس عقلك، انظر حولك، وحاول أن تكتشف الأخطاء التي ورثتها، فكّكها، أخرجها من دولاب العادة والمألوف، ضعها على طاولة العقل والنقد، وأعد بناء علاقتك معها من جديد.

إستعد حاسّة الشمّ… والتفكير

ومن وقت لآخر تحسّس أنفك… وعقلك.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |