أزمة المياه لا ترحم لا الغني ولا الفقير لأنها بكل بساطة أزمة تطال جميع اللبنانيين من دون استثناء، وتأتي على الحياة اليومية للمواطنين أينما كانوا.
عندما نتصل بأحد أصحاب الصهاريج لنطلب منه المياه، يأتي الجواب أنه لا مياه لديه، بسبب أزمة الجفاف الكبيرة، فنتصل بشخص آخر فيأتينا بالمياه بمبالغ طائلة وحتى خيالية، فندفع “تحتنا وفوقنا” من أجل الحصول على حق إنساني بسيط من المفترض أن يكون متوفرا للجميع من دون تفرقة.
وعندما يكون هناك أصحاب صهاريج قادرين على توفير المياه ويكون آخرون غير قادرين على ذلك، فهذا يعني أننا دخلنا في مافيا الصهاريج ولم نعد نعرف من أين تأتي المياه، وكيف يمكن احتكارها من قبل رؤوس المال وأصحاب النفوذ.
بتنا في زمن نريد فيه توفير المياه لأنفسنا بأي طريقة كانت، لكن توفير المياه بات من الأمور الصعبة لا بل الصعبة جدا، فهل يهجّرنا العطش والجفاف، بعدما لم تستطع كل العوامل الأخرى على تهجيرنا؟ وأين الوزارة والسلطات الرقابية القادرة على حمايتنا؟