من المقلق جدا أن تصل الأوضاع الاقتصادية في لبنان إلى حد تهديد الاقتصادات الصغيرة والناشئة، التي من شأنها أن ترفع مستوى الاستثمار وأن تبقي على آمال معينة بالازدهار في أي دولة تسعى إلى التقدم.
لكن ظاهرة الشركات التي تتخبط بين الموت والحياة، أو الـ Zombie Companies كما تُعرف علميا باتت تتهدد لبنان، بما أن الشركات الصغيرة تعيش واقعا صعبا، يقوم إما على عدم قدرتها على المنافسة بسبب عدم تأمين السيولة بين يديها، وإما على وضع اقتصادي صعب بسبب كثرة الديون للمصارف وغيرها، وعدم القدرة على تسديدها لانطلاق عجلة الإنتاج.
هذا الواقع يأتي في إطار الدائرة المفرغة التي يعيش فيها الاقتصاد اللبناني والتي تؤثر على كل النواحي فيه، فلا المواطن قادر على شراء المنتجات، ولا أصحاب المنتجات قادرون على زيادة الإنتاج بسبب عدم تأمين مداخيل، ولا المعلنون يستطيعون أن يجعلوا من التسويق أولوية. كل ذلك يجعل الاقتصاد اللبناني في أزمة، والحل الوحيد لذلك هو إعادة الديمومة للحياة الديمقراطية في لبنان بدءا بانتخاب رئيس وإجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة فاعلة فعلا، لكي تعود الثقة العالمية بالاقتصاد اللبناني، فيعود الاستثمار وتعود الرساميل.
