main-banner

دفاعا عن الوطن

من بعيد, من خلف الرواب, تطل قوافل شهداء الجيش, مغطاة بالعلم اللبناني, و في كل نعش حكاية بطل … هم رجال, افتدوا الوطن بدمائهم, لم ترعبهم ريح ولا عواصف, ركبوا قوارب المجد, و لاحقوا فلول ارهاب جبان, فصنعوا بطولات سيشهد لها التاريخ…

” دوري اجا و صار لازم روح ” عبارة يرددها أبطال جيشنا قبيل مغادرتهم الى الخدمة العسكرية. منهم من يترك عائلة و أخوة صغارا, ومنهم من يترك زوجة وأطفالا, ففي لحظة الفراق تنعدم المشاعر, يسيطر صوت الواجب, و تنغرز صورة الوطن في القلوب لتُحمى بالعيون… في تاريخ جيش لبنان محطات بطولية، صُبغت بالنصر والشرف ولكنها لم تخلو من الالم… ففي خضم المعارك, وبين أصوات الرصاص والمدافع, يسقط الشهيد تلوى الشهيد دفاعا عن الوطن…

في الأمس القريب, ودعت عكار الحزينة, ابنها الشهيد…شهيد مات نحرا في أبشع جريمة حرب على الاطلاق, فُصل الرأس عن الجسد بدم بارد, فارتقى الجندي الى مستوى الشهادة… وفي زمن الرؤوس المقطوعة, يعود رأس الجندي “علي السيد”, كما كتبت فاطمة عبدالله في جريدة النهار, جنينا الى أحشاء والدته, ستعلمه من جديد الكلام و القراءة, ستعتني به و تغني له لينام… و ما أقسى حرقة الأم بعد استشهاد فلذة كبدها! واليوم نعود لنسمع من جديد خبر استشهاد جندي لبناني آخر بالطريقة الاجرامية عينها, خبر نزل كالصاعقة على اللبنانيين في كل أصقاع العالم….

في هذا اليوم, الذي يأتي مصبوغا بالألم و الخسارة, نسأل السماء أن تحتضن شهداءنا, شهداء الجيش اللبناني, الذين ذبحتهم أياد ارهابية… فيا شهداء وطني, أنتم الخالدون, خلود الوطن وخلود الاله, الذين بذلتم أرواحكم فداء للبنان و لكي لا ينهزم جيشه, ارقدوا بسلام…

بقلم نهرا عبده الحاج

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |