main-banner

حكماء قبل “العضلات” لمعالجة التطرف

في غمرة الجنون الطائفي الذي يجتاح الرؤوس المريضة لا بد من وقفة مع العقل علها تعيد بعضا من حكمة ضاعت حتى عند بعض من يدّعون اليوم خوض الحرب على الارهاب.

إن الجريمة التي استهدفت مجلة شارلي إيبدو طفت معها على السطح ملامح جرائم أفظع قد تواجه العالم في حال بقيت المعالجات ناقصة أو ذاهبة في غير الاتجاه الصحيح.

مهما قيل فإن من الأسباب الرئيسية لموجات التطرف المتصاعدة هو إبقاء الجرح النازف في سوريا مفتوحا.

ولعل البعض بدأ يعي أن الخطيئة الكبرى التي ارتكبت في الأزمة السورية هو ترك نظام القمع يحيك عنكبوت الإرهاب وينشره في كل مكان.

ما حصل من تداعيات كارثية لهذه الخطيئة قد حصل ، ولكن المعالجات اليوم لا بد أن تصب في  أكثر من اتجاه.

أولا يجب عدم التفريق بين إرهاب المنظمات وإرهاب الدول. صحيح أن داعش وأخواتها قتلت ولكن ثمة أنظمة سبقتها إرهابا بأشواط وقتلت أضعاف أضعاف ما قتلت داعش.

وهذا الإرهاب المنظم هو سبب المشكلة.

من هنا يجب ان نكفّ ويكفّ الإعلام عن تضييع البوصلة.

ليس الإسلام هو المشكلة، المشكلة هي التطرف الذي يشكو منه المسلمون كما غير المسلمين. والمطلوب اليوم للمعالجة حكماء قبل “العضلات” للتعامل مع الأزمة.

أما العضلات فليتنا رأيناها تُستخدم ضد بطش الدول والأنظمة ربما لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم.

وربما علينا أحيانا التعلم من أداء بعض الأفراد والمجموعات الذين يبرهنون عن نضج يصلح أن نحتذي به للعبور الى عالم آمن ينعم بالسلام.

ففي أستراليا مثلا وبعد أزمة الرهائن، خشي بعض المسلمين من تعرضهم لهجمات انتقامية. ومن ثم وقفت موجة من الأستراليين غير المسلمين في وجه هذه المخاوف، وعرضوا مرافقة المسلمين لضمان سلامتهم، مستخدمين على تويتر هاشتاغ #IllRideWithYou (أو: سوف أسير معك).

هكذا تكون البداية للخروج من النفق.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |