main-banner

ثقافة قطع الرؤوس

في زمن قطع الرؤوس والأعناق فإن ثمة مجازر مماثلة يرتكبها مجرمون وراء عدسات الكاميرا، بعضها بدأ يخرج الى العلن كما شاهدنا في أفلام نشرت مؤخرا عن قطع ميليشيات شيعية رؤوس من قالت إنهم من مقاتلي داعش في العراق.

ثقافة قطع الرؤوس هذه لا دين لها صحيح، هي ثقافة التطرف التي يعزّزها البعض بشكل مباشر والبعض الاخر بشكل غير مباشر لنصل الى النتيجة ذاتها والمشهد المقزّز ذاته من الرؤوس المقطوعة.

ثقافة قطع الرؤوس لا تختلف عن ثقافة كمّ الأفواه، هي وليدة المدرسة ذاتها التي تقتل وتغتال من يخالفها الرّأي، ومن يفعل هذه يفعل تلك.

هو الإجرام ذاته والمكابرة ذاتها التي يحلّل صاحبها لنفسه فعل أي شيء لأنه يملك القوة والسلاح ويتسلّط بهما على البشر.

ألم نر في لبنان قبل داعش من قطع ألسنة مَن نطقوا بالحق والحرية؟

وأما زلنا نرى إرهاباً وترهيباً لكلّ من لا ينساق للخيارات السياسية وغير السياسية لقوى الأمر الواقع؟

كلّهم سواسية، قد يكون الفارق أن بعضهم يحاول إخفاء جريمته والبعض الآخر يتباهى بها، لكنّ النتيجة واحدة.

ويبدو مؤخّراً أن الكل من أبناء  تلك المدرسة يسير نحو اقتراف جرائمه علنا وربما على الهواء مباشرة وهذا ما أظهرته أفلام الميليشيات العراقية بالأمس.

“ما حدا أحسن من حدا”، أو بالأحرى “ما حدا أجرم من حدا”.

سكين، رصاصة، متفجرة، أمام الكاميرا أم وراءها, تعدّدت الأساليب والإرهاب واحد.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |