لم يكن مفاجئا أن يعلن لبنان دعم الائتلاف الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من الدول ضد المتطرفين الذي لا يعرفون أي دين، والذين قتلوا اللبنانيين وذبحوا عناصر الجيش ويريدون أن يواصلوا إجرامهم بمعزل عن الدول والحدود.
لكن المفاجئ هو أننا سمعنا في لبنان بعض أصوات النشاز التي ترفض الدخول في حلف دولي مع الولايات المتحدة الأميركية، لمجرد أن هناك اعتراضات على السياسة الأميركية في لبنان وفي المنطقة. الظروف اليوم حكمت أن تكون الولايات المتحدة قائدة الحركة الدولية، وعم المشاركة في الائتلاف سيعني في مكان ما أننا لا نريد محاربة المتطرفين، كما أن الخلافات بين الدول ستجعل المتطرفين يستفيدون من التشتت بينها لتقوية نفسها.
أما الحجة بأن هناك دولا لا تشارك في الائتلاف مثل سوريا النظام وإيران، وبالتالي لا يمكن المشاركة لأنها حليفة لبعض الأطراف في لبنان، فهي لا تجوز لمجرد أنها تتعارض مع سياسة الحياد التي يعتمدها لبنان، وتضعه في الحلف السوري الإيراني.
مصلحة لبنان هي في محاربة الدولة الإسلامية، ولو كان ذلك يستدعي التحالف مع الشيطان.
