لا يعقل أن نصل إلى مرحلة في لبنان نستجدي فيها المياه من بلدان مجاورة لمجرد أن هناك شحا في المياه بسبب سوء الإدارة لدى الوزارات المعنية.
لم ينفع أي من مشاريع السدود في سد حاجة لبنان من المياه، وها نحن ننتظر الفرج من تركيا أو من دولة أخرى لأخذ حاجة لبنان من المياه، هي الأغنى على صعيد الينابيع والبحيرات فيه، وهو الذي يتمتع بنوعية متفوقة من المياه من خلال حلاوة كل نبع مياه في الجبال، ووجود أكثر من نصف حدوده على البحر الأبيض المتوسط للاستخدامات الأخرى.
السياسة الخاطئة التي تم الاعتماد عليها منذ عشرات السنوات وحتى اليوم، وخصوصا في السنتين الماضيتين، حيث تم وضع حجر أساس لعدد من السدود ولم تتخطَّ كونها مجرد حجر أساس، هي المسؤولة عن الشح الذي يعانيه لبنان، واستجرار المياه من بلدان الأخرى يخفي رائحة صفقات معينة، تماما كما حصل مع باخرة فاطمة غول التي أتت ولوثت هواء لبنان، ولم تسد حاجته من الكهرباء ولا أعادت التغذية الكهربائية إلى مستوياتها المعقولة.