من الطبيعي أن يخاف اللبنانيون في الخارج والأجانب من السفر إلى لبنان خلال الصيف إن كانوا يتابعون الأخبار عبر قنواتنا بشكل يومي، ويشاهدون الاحتجاجات اليومية والقلق على كل المستويات.
لكن الحقيقة هي أن من يريد أن يتصل بأحد المطاعم لحجز طاولة معينة لا يمكنه أن يفعل ذلك إلا قبل يومين على الأقل لأن مطاعم بيروت دائما ما تكون مزدحمة وغير قادرة على استيعاب الزائرين.
كما أن النشاطات في بيروت من حفلات ومهرجانات غالبا ما تنفذ البطاقات المخصصة لها بعد ساعات من إطلاقها، كما حصل في حفل الفنانة جوليا بطرس في بداية أيلول المقبل، وحفل الفنانة إليسا في أعياد بيروت في نهاية الأسبوع المقبل.
لكن ما الذي يخيف اللبنانيين ويمنعهم من الحضور إلى لبنان إذاً؟ إنه الإعلام، الذي يسارع إلى نقل المشاهد غير الحميدة على الشاشات من تظاهرات واهتزازات أمنية، فكلما يقرر المياومون التحرك في شركة كهرباء لبنان، ننقل المشاهد مباشرة، وكلما قرر الأساتذة إقفال الطرقات، تُعطى لهم مساحة كبيرة على الشاشات، وتُقطع البرمجة كلما استدعت الحاجة.
حبذا لو أن الإعلام يساهم في إنعاش الأوضاع السياحية في لبنان، ويخفف من تغطية هذه الأحداث التي لا تعكس سوى التشرذم في لبنان ولا تعطي السياح فرصة السفر إلى لبنان بشجاعة من دون الخوف من التطورات.
