main-banner

الأنانية القاتلة

لبنان يتخبّط بأزماته، ومحرّكات الدولة مطفأة أو عاجزة عن الدوران لأن ثمة من اغتصب مفاتيحها ووضعها في جيبه. ليس هناك أسوأ وأخطر مما يواجهه لبنان في هذه المرحلة، الكل يدرك ذلك والشعب يعيش هذا الهاجس يومياً، لكن المؤسف أن مَن يفترض بهم إدارة محرّكات الدولة هم مَن يضعوا العصيّ في دواليبها.

الأمن مهدّد والجيش يخوض أدق المواجهات والاستحقاقات وهو دفع ثمنا باهظا من دماء عسكرييه وسط مشاعر القلق على مخطوفيه خصوصا في ضوء ما نشر عن إعدام أحدهم على يد تنظيم داعش… أفليس هذا كافياً ليترفّع البعض عن صغائر حبّ السلطة ويسهّل دوران عجلة المؤسسات ليخوض الجيش معاركه تحت مظلة سلطة سياسية قوية، وليشعر المواطن بشيء من الطمأنينة ؟.

ما كل هذه الأنانيّة التي ابتلينا بها؟ فهذا يخوض حروبا خارج لبنان مستحضرا آثارها على كل الجمهورية، وذاك يعطّل الجمهورية بذاتها معرقلاً انتخاب رئيس لها، ونحن اللبنانيون كما الجيش والمؤسسات التي ترغب في العمل ولا تستطيع، ندفع الثمن.

 إنها الأنانية القاتلة… إنها المرض الذي يتسلّل الى أصحاب النفوس الضعيفة أمام إغراءات السلطة، فيحوّلها وحشاً لا يقف عند خطوط حمر ولا عند حواجز أخلاقية.

إنها الأنانية التي إن لم نقض عليها فستقضي علينا وعلى الوطن. فلنتحرّك في مواجهة مجانين السلطة كما في مواجهة مهووسي الدم، قبل أن تحين اللحظة التي لا ينفع معها الندم.

logo

All Rights Reserved 2022 Loubnaniyoun

 | 
 |