الملامة الأولى في الفتن غالبا ما تقع على رجال الدين. فرجال الدين المسيحيون حرضوا خلال الحروب الصليبية ووصلت بهم الأمور إلى الدعوة إلى القتل خلافا لتعاليم الإنجيل والسيد المسيح، ورجال الدين المسلمون الذي يبيايعون الحركات المتطرفة يسوقون أتباعهم أيضا إلى القتل خلافا للإسلام، دين الرحمة.
هذه المرة، كانت الفتنة أكبر مما نتوقع وهي بدأت في طرابلس، مع تداول وسائل التواصل الاجتماعي رسالة لشيخ ملقب بأبي ابراهيم، كان يتحدث في مسجد عن أن لحى المطارنة والكهنة كلهم لا تساوي جزمة مسلم واحد، كما تحدثت عن لحى شليطا وشربل معتبرا أنها أكثر خشونة وهي أفضل لتنظيف الجزمات.
ردا على هذا الكلام، جملة واحدة قالها المسلمون قبل المسيحيين في لبنان: اغفر له يا أبتاه لأنه لا يدري ماذا يفعل.
إن المسلمين طبعا تنصلوا من هذا الكلام المهين لأنهم يعيشون جنبا إلى جنب مع المسيحيين منذ قرون ولن يقبلوا بهذه الفتنة بأن تدخل النسيج الطرابلسي، لكن المطلوب من السلطات الرسمية التنصل أيضا من هذا الشيخ، وسوقه إلى المحاكمة بتهمة إيقاع الفتنة في لبنان، والتحريض على المسيحيين، والتحقير بالمقدسات، ما يتعارض مع الدستور اللبناني ومع مبادئ الإسلام.